الأربعاء، 31 مارس 2010

جنون الذهب‏!‏



لايزال الذهب أكثر المعادن النفيسة اثارة للجدل فأسعاره فاقت توقعات الخبراء حيث ارتفع جرام الذهب منذ الاحد الماضي وحتي اليوم‏24‏ جنيها للجرام اي بمعد ل حوالي‏27%‏.





وذلك بسبب حالات التراجع للبورصات العالمية ووصل سعر الاوقية الي‏1050‏ دولارا ومن المتوقع ان تصل في الايام المقبلة الي‏1150‏ د ولار مما سوف يسحب معه سعر الجرام عيار‏24‏ الي‏200‏ جنيه والجرام عيار‏21‏ إلي‏194‏ جنيها وعيار‏18‏ الي‏160‏ جنيها وسط ذهول الجميع التجار والمستهلكين مما أصاب أسواق الذهب في مصر بحالة من الارتباك ترك المواطن في حيرة بعد مافتح عليه العديد من الاسئلة اهمها هل نبيع ما نمتلك من ذهب واستغل الفلرصة ام نتريث لأن سعر الذهب في الصاعد هل هناك من فرصة تمكن لمصر ان تستغلها في الاستثمار في مجال صناعة الذهب بعد انهيار مدينة الذهب لتحل محلها خاصة أننا لدينا كل مقومات النجاح في تلك الصناعة من الايدي العاملة والخبرات‏.‏


وخام الذهب ام سنترك الفرصة لتضيع وتتبخر كأسعار الذ هب‏.‏


في البداية يقول وفيق العباسي رئيس غر فة صناعة الذهب ان الارتباك الذي حدث في سعر الذهب وارتفاع سعره الي مستويات قياسية يرجع إلي إن الذهب محسوب علي سلة العملا ت فأنهيار الدولار ا مام اليورو والازمات الا قتصادية التي يمر بها العالم الآن خلال العام الحالي أدت الي ارتفاع مؤشر أسعار الذهب في البورصات العالمية للذهب والتي وصلت الي‏1100‏ دولار للاوقية حيث تشككت الحكومات ورجال الاعمال في البنوك والبورصات العالمية بعد الهزات التي مرت بها فقامت تلك الشركات بشراء غطاء لها من الذهب لانه المعدن المضمون في سوق المال كما إن قيام بعض الدول مثل الهند وسيريلانكا بشراء‏400‏ طن من البنك الدولي أدي الي ارتفاع أسعار الذهب في شتي انحاء العالم بعدما كانت أمريكا في السبعينيات وتبعها العديد من الدول قد شرعت في التخلي عن الاحتياطي الذهبي مما ادي الي هبوط أسعاره لكن يبدو ان هذه النظرية لم تنجح ويبدو أن أسعار الذهب سوف توالي صعودها الايام القادمة‏.‏


وعلل وفيق العباسي انخفاض أسعار الذهب إلي‏1000‏ دولار في الأيام الماضية إلي اقدام دبي الي بيع جزء من المخزون الذهبي لها لتغطية ديونها خوفا من بيع أصول بعض الشركات في المزاد بأقل اسعار فأصبح المعروض كبير والطلب أقل مما أدي إلي الانخفاض اللحظي للذهب لكن اسعار الذهب الان تتقلب من ساعة لاخري حيث قفزت الايام الماضية إلي‏1050‏ دولارا للأوقية وهو ماانعكس علي سعر الجرام بالارتفاع غير المتوقع‏.‏


وحذر العباسي بأن المردود الاقتصادي في لعبة صعود وهبوط الذهب اثرت بالسلب علي تلك الصناعة في مصر فهناك حوالي‏2000‏ ورشة ومصنع و‏20‏ ألف محل ومتوسط عمالة واسر تبلغ نحو‏120‏ ألف فرد مهددون بالبطالة فأرتفاع اسعار الذهب ادت الي وصول السوق الي حالة الركود وهناك مصانع بالفعل قللت حوالي‏30%‏ من العمالة لموجودة بها لعدم قدرتها علي دفع المرتبات وهناك في الايام القليلة القادمة محلات سوف تنسحب من السوق لانها لا تبيع ولاتشتري ولااستبعد ان يصل سعر الذهب الي‏200‏ جنيه لان امريكا هي التي سوف تتحكم في سعر الذهب في الايام القادمة لانها تمتلك ثلثي المخزون العالمي من الذهب‏.‏


مدينة الذهب


أما إيهاب واصف رئيس رابطة تجر الذهب وعشو اللجنة لاستشارية بوزارة التجارة والصناعة فقال‏:‏ إن أزمة دبي هي السبب والمحرك الذي يستند عليه الخبراء في توقعاتهم بارتفاع الذهب لان دبي هي مدينة الذهب كمايطلق عليها في شتي انحاء العالم والعملية حسابية سهلة فاحتمال صعود سعر الذهب وارد وبشدة لان انخفاض سعر الدولار يجعل الناس تلجأ الي البديل الأمان السحري وهو الذهب مما يؤدي الي زيادة الطلب عليه خاصة مع الانهيارات الاقتصادية التي تعرضت لها امريكا وافلاس العديد من البنوك العالمية يجعل الذهب الاستثمار الامن وزيادة الطلب عليه سيرفع سعره‏.‏


ويضيف ايهاب واصف ان الزيادة الطبيعية للذهب كانت‏20%‏ كل عام أما خلال عام‏2009‏ وبداية‏2010‏ فوصلت الي‏39%‏ وانخفضت مؤخرا الي‏35%‏ واستقرت عند هذا الحد وهي زيادة عير مسبوقة في تاريخ الذهب والمؤشر علي المدي الطويل يشير الي صعود تلك النسبة حتي لوانخفض سعر الذهب فلن يصل الي‏20%‏ الزياد ة الطبيعية المعتادة واتوقع ان يواصل الذهب ارتفاع اسعاره خاصة أننا في وضع عالمي غير مستقر للعملات من ناحية خاصة الدولار واليورو بالاضافة الي تذبذب البورصات العالمية مما يعطي مؤشرا قويا علي ان يواصل الذهب الارتفاع وقد يصل الي‏35%‏ خاصة ان فصل الصيف في مصر يشهد اقبالا كبيرا علي شراء الذهب لانه موسم خطبة وجواز خاصة في الاقاليم‏.‏


واشار إيهاب واصف إلي أن مصر أمامها فرصة استثمار تاريخية في مجال الذهب خاصة بعد ان سحبت السجادة من تحت اقدام دبي فهذه فرصة مصر لانه لدينا الايدي العاملة المدربة وكذلك لدينا خام الذهب فنحن الآن دولة منتجة ولدينا التكنولوجيا ولدينا التاريخ الذ ي يمكن ان نستلهم منه اشكالا وتصميمات عالمية ويجب ان نستغل ذلك في اسرع وقت لانه اذا مرت هذه ال فرصة فلن تعود ولو بعد مائة عام وهناك ابجديات يجب ان نسير عليها منها ان نسير علي نهج دبي الذي بد أت به منذ عشرة سنوات وهي ان نرفع العراقيل والاجراءات الروتينية عن استيراد و تصدير الذهب لان كل كيلو ذهب سوف يصدر سوف يرجع لمصر بحوالي‏30‏ الف دولار مما يوفر عملة صعبة لمصر دعم المصدرين المحليين‏,‏ فتح باب الاستيراد للاجهزة والخامات المساعدة في تصنيع الذهب لكي نتمكن من المنافسة العالمية والغاء الجمارك عليها لان ذلك سوف يساعد في عمل نهضة قومية لتلك الصناعة مما يفرز عنه عشرات الآلاف من فرص العمل كذ لك يجب تغييير الدمغة المصرية والتي تضع الجرام وبيانات المشغولات الذهبية باللغة العربية مما ايجعل المستورد يشك فيها فليجب ان تتغير للغة الانجليزية‏,‏ اما الروتين فهو العقبة الكبري اما استغلال فرصة سقوط دبي في صناعة الذهب لأن الموظفين الصغار لايدركون قيمة ماسنقوم به فمثلا استرداد قيمة الضريبة المدفوعة للتصدير يستهلك اشهر طويلة ممايعطل عملية التصدير ويعطل جزءا كبيرا من رأس المال وانني طالبت من وزير الصناعة رشيد محمد رشيد سرعة التحرك علي هذا المحور وابدي استعداده لذلك فهي فرصة يجب ان نستغلها خاصة أنه تقدم عدد من التجار وصناع الحلي لشعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة بمذكرة طالبوا فيها المهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة بإنشاء بنوك متخصصة لأغراض العاملين بمجال الفضة والذهب والبلاتين بفائدة منخفضة حتي يتم تنشيط ذلك القطاع الحيوي‏,‏ اما غرفة الاسكندرية فتقدمت بمشروع ينظم تجارة وصناعة المجوهرات في مصر اسوة بكل دول العالم وهو مشروع قانون يمنح اصحاب المصانع والورش العاملة في مجال الذهب علامة تجارية خاصة بها تساعد في عملية لتسويق والتصدير‏.‏


حلول شبابية


الشارع أيضا ناله نصيب من ارتفاع أسعار الذهب الذي يشكل المحرك الاساسي لحياة الناس في مصر‏..‏ حيث اصيبت الحياة بالجمود نتيجة للقفزة السريعة لاسعار الذهب


يقول محمد رمضان إنني اجلت خطبتي الي اجل غير مسمي لان ماكنت ادخره لشراء الشبكة‏50‏ جرام لايكفي الان لشراء خاتم واسورة وحتي الشراء لن استطيع ان اقوم به لو وافق اهل العروسة لانني سوف اتكبد خسائر كبيرة لو انخفض سعر الذهب فوضعت قيمة الشبكة في احد البنوك لحين يستقر سعر الذهب‏.‏


اما علي حسان فقد قرر ان يتمم خطبته علي صديقته في العمل فمساحة السن لاتسمح بالانتظار وقرر ان يعطيها قيمة الشبكة لتضعه بأسمها في احد البنوك ونتصرف فيه كيف تشاء‏..‏ أما عن كلام الناس فسوف يقوم بشراء ذهب صيني لتظهر به العروسة في يوم الخطبة ويقدمه امام الناس‏.‏


بريق الذهب


محلات الذهب خفت بريقها بعدما أنزل اصحابها مفاتيح الكهرباء للتوفير خاصة وان بريق الذهب لم يعد يلمع هذه الايام‏.‏


منير مكرم تاجر مصوغات ذهبية يقول إن حالة السوق وصلت الي الصفر فهناك أيام وربما اسابيع لايدخل المحل زبون واحد وهي حالة لم اشهدها في حياتي في تلك المهنة والتي اعمل بها منذ خمسين عاما‏..‏ فالناس لديها تخوف من الشراء املا في ان ينخفض سعر الذهب ويعود الي مستواه الاول‏.‏


ويتفق معه في الرأي يوسف جدعون تاجر مصوغات ذهبية بأن حالة بيع الناس للمصوغات الذ هبية ايضا اصابها الجمود لان الناس تطمع في ان يكسر الذهب حاجز‏200‏ جنيه للجرام مما يجعلهم في حالة ترقب للسوق وهو ماانعكس علي حاله محلات الذهب والتي بد أت في تسريح العاملين بها لحين إشعار آخر‏.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق