الجمعة، 5 فبراير 2010

مئات الشباب المغربي يشاركون في حملة ميدانية لمكافحة الفقر

أمضى نحو 300 من الشباب المغربي قدموا من مدن مختلفة، تتراوح أعمارهم، ما بين 18 و38 سنة، خمسة ايام في تجربة عمل ميداني احتضنته قرى مدينة طاطا، الواقعة في جنوب شرق المغرب والتي تبعد عن العاصمة الرباط، بحوالي 900 كيلومتر، في تمرين عملي لتعلم آليات ما يسمى بالاقتصاد الاجتماعي التضامني، لمواجهة آفة الفقر، والتعاطي مع قضايا التنمية بنظرة جديدة، بحسب القائمين على مبادرة قرية الشباب.


وقال رشيد البلغيتي الذي اشرف على تلك المبادرة لـ (العربية.نت) أن العادة جرت في المغرب، أن يتم الحديث في المركز , أي في العاصمة والمدن الكبرى عن قضايا ما يسمى بالهامش في إشارة للمدن البعيدة عن العاصمة، وأن الكلام عن الفقر يكون بعيدا عن مناطق الفقر، ويتم الحديث عن الواحة بعيدا عن الواحة، وفي هذه التجربة، يشير البلغيتي، إلى أن جمعية منتدى شباب الألفية، المنظمة للقرية، قررت خوض تجربة الحضور إلى الفضاء الطبيعي للواحة، للحديث عن الاقتصاد الاجتماعي التضامني.

وشهدت قرية "توكريح" الواقعة داخل واحدة من الواحات، المنتشرة في منطقة الأطلس الصغير، في الجنوب المغربي العديد من ورش العمل الشبابي داخل المنازل العتيقة، وبين النخيل المنتشر في الواحة.
تستغرق الورشات حوالي الساعتين، من العمل المتواصل، وداخل أحد المنازل التاريخية، في القرية، ينخرط الشباب المشارك، في حديث مطول عن حقوق الإنسان، وعن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مع أكواب من الشاي المغربي على الطريقة المحلية، كانت في انتظارهم، فرغم الوضع الاجتماعي، إلا أن الكرم سمة لا تغيب، في قرية "توكريح"، فبالنسبة إلى رشيد البلغيتي، مدير قرية شباب الألفية، الحضور إلى مدينة طاطا، هو لما تزخر به، من خيرات طبيعية وبشرية، ولما تزخر به من ديناميات اجتماعية، تعمل بشكل متواصل على محاربة الفقر، وعلى حل المشاكل التي تعيشها هذه المناطق الهامشية، على حد تعبيره.

ويؤمن البلغيتي، الناشط في المنظمات غير الحكومية، بأن محاربة الفقر، تنبني على مقاربة من تحت، وليست من فوق، فالتنمية هي مخطط مركزي، والحلول التي يجب أن توضع لمحاربة الفقر، يجب أن تنطلق من الفقراء أنفسهم، وفي قرية "توكريح"، يشير البلغيتي، إلى أنه تم التدريب في تمرين تطبيقي، على آليات عمل جديدة، على المستوى العالمي، لمحاربة الفقر، بالجلوس مع السكان المحليين، المعنيين بشكل مباشر، بما يعانونه من مشاكل اجتماعية واقتصادية.
ويقول عبد الواحد الزيات رئيس منتدى شباب الشباب للألفية الثالثة أن المشاركين هم من أبناء المغرب وعليهم جميعا الاستثمار في الوطن، لأنه لهم، مضيفا أن الشباب لهم الأفكار، وهذه هي الرسالة الموجهة، من مدينة طاطا، للجميع، إلى جانب كون التنمية، أصبحت محور الانطلاقة في المجتمع المغربي، القوي بشبابه، لأن أي سوء في تأطير الشباب قد يؤدي إلى نتائج وخيمة، بحسب رأيه.

يرفض عبد الواحد الزيات، رئيس منتدى شباب الشباب للألفية الثالثة، فكرة المغرب النافع وغير النافع، التي يتم تداولها، داخل المنظمات غير الحكومية، في المغرب، مشددا في ذات السياق، على أن الواجب الوطني، في مغرب اليوم، يحتم أكثر من أي وقت مضى، العمل لتنمية البلاد، انطلاقا من الكفاءات الشبابية، القادرة على إحداث الفارق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق